عبد الجليل البكوري 
شهد موقع مركز الأمير عبد المحسن بن جلوي مساء يوم السبت الثاني عشر من شعبان 1444ه الموافق للرابع من مارس 2023م على الساعة السابعة مساء عبر تطبيق الزووم (zoom) مناقشة محاضرة للدكتور عبد الجليل البكوري تحت عنوان ثلاثية الاستعداد الرمضاني: جودةُ التَّلقِّي، وتجويدُ المُقام، وإيجاد المَقام. وهي ثامن محاضرات مدارج السالكين إلى رب العالمين. بحضور كل من الأساتذة الأفاضل: الدكتور محمد أبو سند، الدكتور خالد الصمدي، والدكتور علي النملاح، إضافة إلى مجموعة من طلبة الدكتور عبد الجليل البكوري.
وقد افتُتِح اللِّقاء بعد الصلاة والسلام على نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم بتعريف الدكتور عبد الجليل البكوري والإشادة بإنجازاته، بداية من تخصصه في علوم التربية والدراسات الإسلامية وحصوله علىٰ الدكتوراه في المجال، وصولا إلىٰ ذكره بعض من كتب الدكتور، ككتاب مناهج مادة التربية الإسلامية في عالم متعدد الثقافات، مناهج مادة التفسير بالتعليم الجامعي: دراسة نقدية ورؤية تفصيلية، من تاريخية العلم إلى علمية التاريخ، وكتاب المناهج التعليمية المؤصلة. ثم قام بتقديم المحاضرة ذاكرا أهم محاوِرها المتمثلة في:
- العبادات الشَّعائريَّة مِن منظورٍ تربويٍّ: الأبعادُ الرُّوح-عمليَّة.
- الصيام في المنظومة الشعائرية الإسلامية.
- ثلاثية الاستعداد لرمضاني: مُقترحات منهجيَّة ومهاراتٌ عمليَّة.
وبعد هذا التقديم الحافل، تم إعطاء الكلمة للدكتور عبد الجليل البكوري ليشرع في تقديم محاضرته ابتداء بإعادة ذكر المحاور، ثم شكرهُ المركزَ على الدعوة وتشييده به في مقدمة مطولة لعنايته بالروحانية والسلوك إلى الله، ثم إشارته إلى أن هذه الروحانية يُفتَقَد مكانها بين أبعاد التربية الشاملة. هذه الأبعاد التي تتمثل في: البعد المعرفي، الوجداني، والمهاري. بعد هذا انتقل الدكتور لتقديم المبحث الأول- العبادات الشَّعائريَّة مِن منظورٍ تربويٍّ: الأبعادُ الرُّوح-عمليَّة- من محاضرته مشيرا فيه إلى لمحة بسيطة عن الفقه الإسلامي وتطوره التاريخي، حيث أنه كان يسمى ابتداء بالفقه الأكبر في عهد الإمام أبي حنيفة رحمه الله قبل انقسامه إلى قسمين: فقه العبادات وفقه المعاملات، هذا التقسيم الذي خلف عدة آثار كتضيق دائرة العبادات الذي أدى إلى انفلات بعض قضايا المعاملات عن التناول الشرعي، هذا الانفلات الذي أدى بدوره إلى الفصل بين الفقه والتوحيد والإيمان. ثم تطرق الدكتور إلى سبل تجاوز هذا المشكل من الناحيتين التربية والأكاديمية، إضافة إلى كيفية تفعيل الأبعاد الروح-عملية على المستويين التربوي والأكاديمي.
أما عن المبحث الثاني-الصيام في المنظومة الشعائرية الإسلامية-فتطرق فيه إلى ثلاثة مواضيع أساسية:
- الأول: عتبة الاستعداد الرمضاني، وحث فيها على وجوب نقل تعريف الصوم من العمل إلى الإعمال، وذلك لا يكون إلا بالانتقال من الصيام الصوري إلى التصوري، هذا الانتقال يتطلب اتساق الرؤية الداخلية والخارجية وذلك بانعكاس آداب الصوم على الصائم فيكون صائما روحيا وماديا، ثم إلى اتساق الرؤية الداخلية والخارجية مع السياق المجتمعي والكوني.
- الثاني: رمضان تصورا، وذكر هنا أن رمضان عملية تقوم على العبادة الروحية والمعنوية، فالرقمية لا تتناسب معه، معتبرا أن رمضان هو ذكرى ميلاد أمة، مع حثه على اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان.
- الثالث: الصيام من منظور الروح-عملية، حيث تكلم عن كيفية تطبيق هذا المنظور على الصيام وذلك لا يتم إلا بمعرفة الآمر-الله تعالى-واستحضاره، وهو القائل سبحانه: “إلا الصوم فهو لي”، ثم معرفة المقاصد والفضائل والمراتب.
أما المبحث الأخير فكان: ثلاثية الاستعداد الرمضاني: مقترحات منهجية ومهارات عملية، وتحدث فيه عن كيفية الاستعداد لرمضان من ثلاث نواحي:
- جودة التلقي: وتتمثل في إعداد النفس لاستقبال الشهر الكريم، وذلك يكون من خلال عدة أمور، لعل أهمها الدعاء المصاحب في رمضان، وتحديد العدو وطرق مواجهته، إضافة إلى التراتيب.
- تجويد المُقام: وهو نوعان، فهناك الملتحق الذي يحاول مداركة الوقت وتعويد نفسه على الحالة الرمضانية من بداية رمضان فيضيع بهذا ما يقارب النصف في رمضان في محاولته التعود عليه، وهناك المستبق الذي يعد نفسه لرمضان في وقته الكافي لذلك قبل الشهر الكريم، ويكون هذا الإعداد عبر عدة مراحل من أهمها: تكثيف المعنى، وذلك بمعرفة مواطن الضعف والعمل عليها واستحضار النبي صلى الله عليه وسلم والصيام كأنه معنا، ثم التخفيف من المباحات وتنقيصها، وتطوير المهارات مع العمل على فعل ما يبث الفرحة في القلوب من أعمال الخير.
وتحقيق هاتين الناحيتين ينتج لنا:
- إيجاد المَقام: وهو التعود على الترك الاختياري، ذلك بأن الانسان يصبح أقوى بإيمانه، بتقواه، وباستصحابه لكل هذه المعاني معه بعد رمضان يكون قد أوجد المَقام.
وبعد الانتهاء من تقديم المحاضرة، فُتح المجال للمداخلات، حيث كان أول من تقدم بالسؤال الأستاذ محمد أبو سند بسؤاله عن كيفية تحقيق الروحانية، ووسائل الوصول إليها، فكان الجواب من الدكتور عبد الجليل البكوري بأن هذه الروحانية تتحقق بربط القيم بالأفعال، فلا يفعل الانسان شيئا إلا وقد استحضر مراقبة الله له، وهل هو راض عنه أم لا؟، ثم مداخلة الدكتور خالد الصمدي فَالدكتور علي النملاح، لتنتهي المقابلة بعبارات الشكر والمديح على أمل اللقاء مرة أخرى.
شاهد الحلقة كاملة: ثلاثية الاستعداد الرمضاني
