في آخر أيام رمضان: تقبل الله صيامكم، وإني نويت الصيام

0 تعليقات 14 مُشاهدة 2 دقائق قراءة

الفصول

لا توجد فصول متاحة.

نصُّ المقال:

اِستيقظَ من غفلته ساعة الغروب في آخر أيام رمضان، تأمّل الشمس وهي تغرب هناك، في ذلك الأفق البعيد… وقال يائسًا: ذهب رمضان، ذهبت التراويح، ذهبت ليلة القدر.. ذهب كلّ شيء بسرعة، ماذا بقي لنا في هذه الدنيا؟ وسالت من عينيه دمعتان مرهفتان ورُفع أذان المغرب الأخير

  • وقال: هيا؛ كُل واشرب، ها هو ذا لم يعد شيء اسمه رمضان.
  • أجبتُه: تقبل الله صيامكم، إني نويت الصيام.
  • أجاب باستغراب شديد: غربت الشمس ورُفع الأذان، إنه اليوم الأخير من رمضان!
  • أجبت: بسبب هذا إني أصوم.
  • قال: تريد أن تزيد من أيام رمضان؟ أم أن تجعله شهرين بدلا من واحد؟
  • قلت: يجب أن تكُفَّ عن عبادة رمضان، ألم تفهم بعدُ مغزى ما حدث؟
  • قال: لي في هدوء حزين: لا؛ لست أفهم مغزى ما حدث ويحدث كل سنة؟ أليست هذه هي الأيام المعدودات نفسُها؟ تلك الأيام التي تأتي كل سنة لتفعل بنا ما فعلته في السنوات الماضة؟
  • قلت: تقصد الأيام المعدودات التي نَفْعل بها كل سنة مثل ما فعلناه في السنوات الماضية.
  • قال: يا صاحبي؛ عُدتُ إلى الله طيلة هذه الأيام المعدودات، أُقسم أني عُدت، رَجَوْته، دعوته، اعترفت له بذنوبي، استغفرته منها، أقسمت عليه ألا يرد لي رجاء..
  • قلت: حقا؟! ذهبت إليه؟! وماذا سألته حين كنت تذهب إليه؟
  • قال: سألته أن يرزقني رزقا وافرا، أن يجعلني من الخمس الأوائل بالجامعة، أن ييسر لي الزواج بالفتاة التي أُحبها…
  • قاطعته: ألم يكن هذا دعاؤك في السنة الماضية؟
  • قال واليأس يكسو تقاسيم وجهه: نعم.
  • قلت: وكيف كنت تُحس وأنت تعيد نفس الدعاء هذه السنة؟
  • قال: وكأني أعود إلى الله فلا أجده يريدني..
  • قلت في أسف شديد: اعلم أنك لم تذهب إلى الله قط، إنك في كل مرة كنت تذهب إلى هذه الأشياء التي تريدها منه، لقد أخطأت الطريقة والطريق معا، إن الذين يذهبون إلى الله لا يطلبون غير الله، الله وحده يطلبون.
  • قال: وأنت؟ هل ذهبت إليه؟
  • قلت: لازلت أحاول، ولهذا نويت الصيام. لقد علمتني هذه الأيام المعدودات أن أمامي عملا شاقا لم أبدأه بعد..

الكاتب في سطور:

فهرست المقالة:

أترك تعليقًا

فضيلة الدكتور عبد الجليل البكوري، من مواليد مدينة طنجة بالمملكة المغربية، أستاذ محاضر بجامعة مولاي اسماعيل – المدرسة العليا للأساتذة بمكناس. حاصل على الدكتوراه في علوم التربية والدراسات الإسلامية.

للتواصل

tawasol@elbakouri.ma

0679201001 (212+)

صندوق بريد 4329, الإدريسية, طنجة, المملكة المغربية

طنجة, المملكة المغربية.

جميع الحقوق محفوظة بموجب قانون الملكية الفكرية © 2025

-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00