رسالة من شاب يغرق: خذوا بأيدينا وسط الأمواج..

0 تعليقات 11 مُشاهدة 2 دقائق قراءة

الفصول

لا توجد فصول متاحة.

نصُّ المقال:

كان هذا عنوان رسالة حملها إليّ البريد الإلكتروني هذا الصباح، أحسست فيها أنّ صاحبها يعلن عن حاجته الحقيقية إلى أن تُمدّ له يد غير الأيادي التي اعتاد عليها.

افتتحت الرسالة بعد السلام بـ: “إلى الأستاذ عبد الجليل البكوري”، وختمت بالتوقيع التالي: “رسالة من مراهق يغرق”. أما عن مضمونها فلا يكاد يحمل إليّ جديدا، فهو كغيره يحكي عن معاناة الشباب عامة والشباب الملتزم منهم خاصة، ولو أردت أن أصغي السمع لهذا الصوت المنبعث من أعماق نفس هذا الفتى (المراهق)، لكشف لي عن رغبة عارمة في أن يكون للدعاة الشباب دورهم في التواصل مع الجيل الجديد والتفاعل معه، وما ذلك إلا لما يجمع بين هؤلاء الدعاة الشباب والشباب المعاصر من هموم مشتركة، وأنماط تفكير وتواصل متقاربة، ولما بينهم من فرص للفهم والتفاهم والتحاور تضمن حدا معقولا من التفاعل الايجابي يمكن الاطمئنان إليه.

ولو قلت: إن هذه الرسالة تمثل –في واقعها- تجسيدا عمليا لحاجات شبابنا (المراهق) إلى فئة جديدة من الدعاة تكون على قرب كبير منهم؛ لما جاوزت الحقيقة. ولا أقول هذا لأن دعاتنا الذين تربينا على أيديهم ونهلنا من بحر علمهم وتجربتهم قد انتهى عصرهم وأفل نجمهم، معاذ الله، وإنما أقول هذا نظرا لطبيعة الحياة التي تُفرض على هذه المرحلة العمرية في زماننا، حيث تصبح الحاجة إلى الأقران والنظراء من المثقِّفين والدعاة أشد من الحاجة إلى غيرهم، حتى إنها لتصير حاجة ماسة لا يمكن تعويضها بأي حال.

ومن ظلال تلك العبارات التي حملتها إليّ الرسالة (أخي، أيها الغالي، صديقي، أخي العزيز..) أستشف مدى التقارب الذي أحس به صاحب الرسالة، مما دفعه إلى أن يكتب إلي رسالته على قدر كبير من المصارحة والاعتراف، والتي ستكون –بعون الله تعالى وتوفيقه- بداية صداقة يعقبها إن شاء الله تعالى تحقيق المراد والمقصود.

ومن أجل الحفاظ على هذا النوع من التواصل والسير به نحو المنهج السليم، فإننا أحوج ما نكون إلى ترشيد شيوخنا وعلمائنا، وصبرهم علينا، والتفاتهم إلينا بقدر كبير من الصبر الجميل، ولا أظن أنّ هذا النوع من التتبع والسهر والترشيد والتوجيه يقوم به غير أولوا العزم من العلماء الذين قد يقلّون ولا يزولون بعون الله تعالى.

ومن هنا؛ تكون الدعوة إلى تأهيل فئة جديدة من الدعاة الشباب آتية من خلال الواقع الذي نعيشه وليس من خلال الأبراج العاجية التي تحول بين المرء وواقع المعاش، فالمؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم ويسير في حاجتهم أحب إلى الله من المؤمن المنعزل والمعتكف في صومعته.

الكاتب في سطور:

أترك تعليقًا

فضيلة الدكتور عبد الجليل البكوري، من مواليد مدينة طنجة بالمملكة المغربية، أستاذ محاضر بجامعة مولاي اسماعيل – المدرسة العليا للأساتذة بمكناس. حاصل على الدكتوراه في علوم التربية والدراسات الإسلامية.

للتواصل

tawasol@elbakouri.ma

0679201001 (212+)

صندوق بريد 4329, الإدريسية, طنجة, المملكة المغربية

طنجة, المملكة المغربية.

جميع الحقوق محفوظة بموجب قانون الملكية الفكرية © 2025

-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00