تقرير عن محاضرة ضمن محور الإغاثة الإنسانية الشاملة في السيرة النبوية

0 تعليقات 8 مُشاهدة 4 دقائق قراءة

الفصول

لا توجد فصول متاحة.

نصُّ المقال:

في إطار الملتقى السنوي الخامس عشر للسيرة النبوية، تم تنظيم محاضرة علمية قيمة بعنوان “فقه تكوين ثقافة الإغاثة وتكوين الفرد المغيث”. ألقاها الدكتور الفاضل عبد الجليل البكوري، وذلك بتاريخ 29 دجنبر 2023م في قاعة المجلس العلمي بطنجة.

تأتي هذه المحاضرة في إطار مناقشة مبدأ الإغاثة الإنسانية الشاملة وتطبيقاته في السيرة النبوية. ويهدف الملتقى إلى تسليط الضوء على أهمية الإغاثة الإنسانية ودورها في تعزيز التعاطف والرحمة في المجتمع. وتأتي هذه المحاضرة كجزء من الجهود المبذولة لتعزيز الوعي بقضايا الإغاثة وتعزيز القيم الإنسانية في المجتمع.

سيَّر المحاضرة فضيلة الدكتور محمد الفقيه عضو المجلس العلمي المحلي بطنجة أصيلة، وافتتحت بآيات بينات من الذكر الحكيم تلاها المقرئ عبد الصمد حمدان عضو بالمجلس العلمي، واختتم اللقاء برفع الدعاء لصاحب الجلالة محمد السادس وللأمة بالغوث.

تمحورت المحاضرة حول مفهوم الإغاثة وأهمية فقه الإغاثة والحاجة إلى العناية بهذا النوع من الفقه الذي يحقق الشهود الحضاري والإنساني للأمة الإسلامية، وقد سلَّطت المحاضرة الضوء على موضوعاتها انطلاقا من الحديث النبوي الشريف:

عن درير بن عبد الله:

كنَّا عندَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ في صدرِ النَّهار، فجاءَه أقوُمٌ حُفاةٌ عُراةٌ مُجتابي النِّمارِ أوِ العَباءِ، متقلِّدي السُّيوفِ ، [ ولَيس عليهِم أُزُرٌ ولا شَيءٌ غيرَها ] عامَّتُهم من مُضَر، بل كلُّهُم مِن مُضَرَ فتمعَّرَ ( وفي روايةٍ : فتغيَّرَ ومعناهُما واحِدٌ ) وجهُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ لما رأى بِهم منَ الفاقةِ، فدخلَ ثمَّ خرجَ، فأمرَ بلالًا فأذَّنَ وصلَّى [ الظُّهرَ ، ثم صعِدَ منبرًا صغيرًا ] ، فصلَّى ثمَّ خطبَ [ فحمِدَ اللهَ وأثنَى علَيهِ ] فقال : [ أمَّا بعدُ فإنَّ اللهَ أنزلَ في كتابِهِ ] : يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا والآيةُ الَّتي في الحَشرِ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ . [وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ . لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ . تصدَّقوا قبلَ أن يُحالَ بينَكُم وبينَ الصَّدَقةِ ] ، تصدَّقَ رجلٌ من دينارِه، من درهمِه، من ثَوبِه، من صاعِ برِّهِ ، [ مِن شعيرِهِ ] ، مِن صاعِ تمرِه حتَّى قالَ : [ ولا يحقِرَنَّ أحدُكُم شيئًا من الصَّدَقةِ ، ولَو بِشقِّ تمرةٍ ، [ فأبطَؤوا حتَّى بانَ في وجهِهِ الغضَبُ ] ، قال فجاءَ رجلٌ منَ الأنصارِ بصُرَّةٍ من وَرِق ( وفي روايةٍ : مِن ذهَبٍ ) كادَت كفُّهُ تعجِزُ عنها، بل قد عَجَزَت [ فناولَها رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ وهو علَى مِنبرِهِ ] ، [ فقال : يا رسولَ اللهِ هذِهِ في سبيلِ اللَّهِ ] ، [ فقبضَها رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ ] ، [ ثمَّ قامَ أبو بكرٍ فأعطى ، ثمَّ قامَ عمرُ فأَعطى ، ثم قامَ المهاجِرونَ والأنصارُ فأعطَوا ] ، ثم تتابعَ النَّاسُ [ في الصَّدقاتِ ] ، [ فمِن ذي دينارٍ ، ومِن ذي درهَمٍ ، ومِن ذي ، ومِن ذي ] حتَّى رأيتُ كَومينِ من طَعامٍ وثيابٍ، حتَّى رأيتُ وجهَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ يتَهلَّلُ، كأنَّهُ مُذهبةٌ، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ: مَن سنَّ في الإسلامِ سُنَّةً حَسنةً، فلَه أجرُها، و[ مثلُ ] أجرِ مَن عمِلَ بِها بعدَهُ، مِن غيرِ أن ينقُصَ مِن أجورِهم شيءٌ، ومَن سنَّ في الإسلامِ سَيِّئةً، كانَ علَيهِ وزرُها ، و [ مِثلُ ] وِزرِ مَن عمِلَ بِها من بعدِه، من غيرِ أن ينقُصَ مِن أوزارِهم شيءٌ ، [ ثمَّ تلى هذِه الآيةَ : وَنَكتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ] ، [ قال : فقسَمهُ بينَهُم ] .

ومن خلال هذا الحديث النبوي الشريف استخلص الدكتور عبد الجليل البكوري معايير جودة الأداء الإغاثي ومواصفات العبد المغيث وأسس ومبادئ تمكين ثقافة الإغاثة في المجتمع، فكان الحديث النبوي مناسبة لبيان منهجي للتطبيقات السيرية لمبدإ الإغاثة، حيث كان موعد الحاضرين مع تحليل تربوي لأفعال النبي محمد صلى الله عليه وسلم ورؤيته الكونية في مجال الإغاثة. ومن هنا تم تسليط الضوء على أهمية تكوين ثقافة الإغاثة في المجتمع وتعزيز قيم التكافل والتعاون بين أفراده.

واشتملت المحاضرة أيضًا مناقشة فقه الإغاثة وكيفية تكوين الفرد المغيث من خلال التركيز على المفاهيم الأساسية للإغاثة والمساعدة الإنسانية وكيفية تطبيقها في الحياة اليومية استنادا إلى الأدلة الشرعية والقرآنية ومن السنة النبوية المتعلقة بالإغاثة وتوضيح كيفية تطبيقها في المجتمع.

واختتمت المحاضرة بتقديم رئيس المجلس العلمي المحلي لعمالة طنجة أصيلة فضيلة الدكتور عبد الخالق أحمدون شهادة تقديرية للدكتور عبد الجليل البكوري وتوجيه الدعوة من خلال كلمته الختامية إلى  المشاركة الفعالة في العمل الإغاثي وتعزيز ثقافة الإغاثة في المجتمع من خلال تشجيع الحضور على المساهمة في الجهود الإغاثية ودعم المحتاجين والفقراء.

بهذه المحاضرة القيمة، أسهم المجلس العلمي بطنجة من خلال برنامج ملتقى السيرة النبوية الخامس عشر في تعزيز الوعي بأهمية الإغاثة الإنسانية الشاملة وتطبيقاتها في السيرة النبوية. وشجيع الحضور على اعتماد قيم التكافل والتعاون والرحمة في حياتهم اليومية. ويتم توجيه الدعوة للمشاركة الفعالة في العمل الإغاثي وتعزيز ثقافة الإغاثة في المجتمع.

الكاتب في سطور:

أترك تعليقًا

فضيلة الدكتور عبد الجليل البكوري، من مواليد مدينة طنجة بالمملكة المغربية، أستاذ محاضر بجامعة مولاي اسماعيل – المدرسة العليا للأساتذة بمكناس. حاصل على الدكتوراه في علوم التربية والدراسات الإسلامية.

للتواصل

tawasol@elbakouri.ma

0679201001 (212+)

صندوق بريد 4329, الإدريسية, طنجة, المملكة المغربية

طنجة, المملكة المغربية.

جميع الحقوق محفوظة بموجب قانون الملكية الفكرية © 2025

-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00