تأملات قرآنية: [2]: ﴿وَمَن یَعۡمَلۡ سُوۤءًا أَوۡ یَظۡلِمۡ نَفۡسَهُۥ ثُمَّ یَسۡتَغۡفِرِ ٱللَّهَ یَجِدِ ٱللَّهَ غَفُورࣰا رَّحِیمࣰا﴾ [النساء:110]
تدبَّر أيُّها الإنسان في آيات البصائر:
- إنَّ عَمَل السُّوء يؤذي النَّفس والغير، وظُلمُ النَّفس يقتصر عليها، وبالتَّالي فما يُذكرُ بعدهُما يشملُهما معًا.
- (ثُمَّ) تُفيد التَّراخي، والمعنىٰ مهما طال عهدك بالاقتراف والاجتراح ثُمَّ استغفرت الله ولو بعد حين.
- والاستغفار دليلُ ندمٍ وتوبةٍ، فمتىٰ وجدتَ ذلك في نفسك فاعلم أنَّك قد وجدت اللّٰه علىٰ ما وصف به نفسه في الآية الكريمة.
- والمغفرة وعدٌ مرتبِطٌ بِمَا اقترَفته أيُّها الإنسان في سابِق أيَّامك، والرَّحمة وعدٌ بما ستستقبلُه في قادِم أيَّامك.
وعليه؛ يكون المعنىٰ: أيُّها الإنسان؛ إنَّك وإن أفنيتَ عُمرك في معصيته والإساءة إلىٰ خلقه، ثم اتجَّهت إليه آخِرَ حياتِكَ تائبًا (محقِّقًا شروطَ التَّوبة) فإنَّك تجده غفورًا لِما مضىٰ رحيمًا فيما سيأتي.
وفي الأخير انتبه أيُّها الإنسان؛ وردتِ الأفعال كُلُّها بصيغة المُضارع، الدَّال علىٰ الاستمراريَّة، فمهما تكرَّر منك العصيان فكرِّر أنت الاستغفار، تجده دومًا غفورًا رحيمًا، وإيَّاك أن تُصغي لقُطَّاع الطَّريق.