صدر عن مركز رُبى للدراسات والأبحاث والتدريب التربوي الكتاب الأول من سلسلة: مداخل منهجية ومعرفية للعلوم التربوية، يحمل الكتاب عنوان “المناهج التعليمية وخلفيَاتها الفلسفية ” من تأليف الباحث عبد الجليل البكوري وتقديم فضيلة الدكتور خالد الصمدي الخبير الدولي في المناهج وطرق التدريس.
تعريف بكتاب المناهج التعليمية وخلفياتها الفلسفية
يُعتبر المنهاج التعليمي أدقّ مراحل العملية التَّربويَّة وأهمَّها، فهو يمس جوانب نظرية مهمة تُشكل الأساس الذي تقوم عليه العملية التَّربويَّة برمتها، كما يمس أيضا الجوانب العملية والتنفيذية التي تُترجِم ذلك الجانب النظري إلى خطوات إجرائية مُمكِنة التطبيق، وبهذا يمكن اعتبار المنهاج التعليمي حلقة الوصل التي تربط الجوانب التَّربويَّة النظرية بجوانبها التطبيقية. وتزداد أهمية المنهاج ودقته تعقيدا إذا علمنا أنّ الشروط اللازم توفرها حتى يكون منهاجا ناجحا؛ تقتضي حصول الانسجام والتكامل بين كل عناصره ومكوناته وأسسه.
ولا نذكر جديدًا إن قُلنا: إنَّ بناء المناهج التعليمية لا يستقلُّ بحالٍ عن فلسفةٍ ما تؤطِّره وتوجُّهه، ولئِن كان هذا القول قد أصبح مِن مُسلَّمات علم المناهج؛ فإنَّ الأمر يختلف حين ندقِّق النَّظر في الأدبيات السَّائدة في العالم العربي والإسلامي في مجال نظرية المنهاج التعليمي، حيث نجدُ أنَّ تبنِّي النظريات الحديثة في مجال المناهج لا يخضع لفحصٍ وتدقيقٍ يُخضِعها للمُساءلة من حيث قيمُها ومبادئها العقدية وتصوراتها الفلسفية…
لذلك؛ يأتي هذا الكتاب ليُعيد تقديم المعرفة التربوية في مجال المناهج التعليمية في ضوء خلفيَّاتها الفلسفية، حتى يتمكن الدارسون للمناهج في العالم العربي من الخطوِ خطوةً نحو بناء نظريةٍ إسلامية للمناهج التعليمية.