تقديم
في إطار التكوينات العليا الموجَّهة لطلبة الدكتوراه في التربية والإنسانيات، شارك الدكتور عبد الجليل البكوري، الباحث المتخصص في علوم التربية والدراسات والإسلامية، بمداخلة علمية بعنوان:
“تكامل القيم والمعرفة في مسار تطور العلوم في الحضارة الإسلامية”.
وقد خُصِّصت هذه المداخلة العلمية – التي امتدّت على مدار ثلاثين دقيقة – لتحليل البنية القيمية المؤسِّسة للعلوم في سياق الحضارة الإسلامية، وبيان كيف شكّلت القيم عنصرًا موجِّهًا ومنتجًا للمعرفة، لا مجرد إطار أخلاقي مرافِق لها.
وجاءت هذه المداخلة ضمن برنامج التكوين المنفتح على مختلف التخصصات، حيث سعى مختبر البحث والدراسات في علوم التربية والفلسفة والإنسانيات بالمدرسة العليا للأساتذة بمكناس إلى فسح المجال أمام الباحثين لتقديم قراءات معرفية تتجاوز التخصصات التقليدية، وتربط بين فلسفة العلوم، والتربية، وتاريخ المعرفة.
وقد مثّلت مداخلة الدكتور البكوري استجابة علمية رصينة لتحديات البحث الأكاديمي اليوم، خاصّة فيما يتعلّق بإعادة الاعتبار للعلاقة بين المعرفة والقيم، وتأصيل نموذج علمي متكامل، يستلهم من التجربة الإسلامية مقوِّمات النهضة العلمية والبُعد الإنساني في ممارسة البحث.
محاور المداخلة:
تناولت المداخلة، بمنهج تحليلي تاريخي وفلسفي، ومقارن أحيانًا، أربعة محاور أساسية:
- المحور الأول: لمحة موجزة عن التصور الإسلامي للعلم والمعرفة.
- المحور الثاني: ملامح بنية القيم في المنظور العلمي الإسلامي
- المحور الثالث: من تجليات القيم في أعمال العلماء المسلمين
- المحور الرابع: إمكانات استثمار القيم الإسلامية في بناء العلوم الإسلامية الحديثة (تجربة إسلامية المعرفة، ومشروع موسوعة منظومة القيم الكونية في القرآن الكريم)
وقد اختُتمت المداخلة بدعوة صريحة إلى إدماج البعد القيمي في التكوينات العليا والبحث العلمي، باعتباره شرطًا لازمًا لتحقيق تكامل المعرفة وتوجيهها نحو غايات إنسانية راقية.
تفاعل الطالبة الباحثون مع المداخلة
عرفت المداخلة تفاعلاً متميزًا من طرف الحضور الأكاديمي، حيث طُرحت مجموعة من الأسئلة حول إمكانية بناء مناهج تكوين جديدة تنطلق من فلسفة تكامل القيم والعلم، مع الإشارة والإشادة بضرورة إعادة النظر في البرامج الجامعية بما يعزز هذا التوجه.





